مقدمة
لقد ظهرت التأمينات العينية متأخرة عن التأمينات الشخصية، وكان هناك نوعان من التأمينات يضمن بها الدائن الوفاء بدينه، فالنوع الأول من التأمينات يقوم على فكرة الحيازة، ويتم فيها نقل حيازة الشيء من يد المدين الراهن إلى يد الدائن المرتهن، ويعتبر الدائن في هذه الحالة حائزا للمال المرهون إلى غاية حلول أجل الدين فغما أن يستوفي الدين من المدين أو يتبع إجراءات التنفيذ على المال المرهون وبيعه لإستيفاء دينه . أما النوع الثاني من التأمينات لا يقوم على فكرة الحيازة بل يبقى المال محل التامين في يد المدين الراهن إلى غاية حلول أجل الدين، فيستوفي الدائن المرتهن دينه من المدين الراهن أو يقوم بالتنفيذ على المال المرهون وبيعه للوفاء بدينه و. كان كل نوع يتناول العقار والمنقول، غير أن التطور الذي شهدته التشريعات القانونية في العصر الحديث جعل من مختلف التشريعات تقصر النوع الثاني الذي يتمثل قي الرهن الرسمي على العقار . إلا أن الفقه انتقد تسمية الرهن الرسمي على أساس أن الر سمية المطلوبة فيه هي شرط أيضا في الرهن الحيازي، وهو ما دفع بعض التشريعات إلى تسميته رهنا تأمينيا، أو تأمينا عقاريا. وقد عرف المشرع الرهن الرسمي ضمن المادة 882 من القانون المدني على أنه << عقد يكسب به الدائن حقا عينيا على عقار لوفاء دينه يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التالين له في المرتبة في إستيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان >>.
.jpeg)
غير أن الرهن الرسمي لا ينشأ صحيحا ومرتبا لأثاره القانونية فيما بين عاقديه إلا بإستيفاء الشروط الموضوعية والشكلية، ولا يحتاج الأمر لأي إجراء آخر كالقيد . فالرهن الرسمي يوفق بين مصالح الراهن والمرتهن، رغم أنها متعارضة. كما أنه يمنح الغير حماية فيحالة تعامله مع الراهن في العقار المرهون، ويتحقق هذا التوفيق بين المصالح في كون أن العقار المرهون محل التأمين العيني يبقى في يد المدين الراهن إلى غاية حلول أجل الدين، إذ تبقى للراهن كافة سلطات المالك ، وهذا ما يمكنه من التصرف فيه و الإستفادة منه بشكل واسع ...بإدراته و إستغلاله إذ يستطيع رهنه الدائنين آخرين أو بيعه....
لمن يريد تحميل الملف كاملا ملف بيدياف على شكل بحث مطول اضغط على الرابط التالي: